الناي الحزين ابداع نواعم
عدد المساهمات : 55 تاريخ التسجيل : 28/10/2008 العمر : 43
| موضوع: ألا ما أقبح سوء الظن الجمعة أبريل 24, 2009 6:51 am | |
|
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
][ ألا ما أقبـح سـوء الظـن ][
نفوس تتحطم .. بيوت تتهدم .. وأسر تتشرد .. وصلات تتقطع .. وأعراض تتهم .. وصور مضيئة تشوه .. ومجتمعات تتردى، والسبب: سوء الظن .. سوء الظن مهلكة، وبلاء لا يكاد الناس يسلمون منه .. ذاك الذي يشنع على غيره بسوء الظن، لا يشعر بنفسه إلا وهو متلبس بسوء الظن، مهما زعم الإنسان أنه بعيد عن هذا الداء فهو واقع به ..
فهذا الداء الخفي، له دافع من خير، ودافع من شر ..
فهذا يسيء الظن بقصد الشر والفتنة وذاك يسيء الظن بقصد الخير والعافية
وكلاهما في الحقيقة سيء الظن، ولو أن القاصد للخير ما قصد إلا الخير إلا أن إساءته الظن بأخيه المسلم لربما كان أشد وطئاً وفتنة وأثراً ممن أساء الظن قاصداً للشر والوقيعة ..
وقد تعرض لمثل هذا النبي صلى الله عليه وسلم في زوجه عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها ..
والقصة تبدأ وجيش المسلمين قافل من غزوة بني المصطلق، حصل أن عائشة ذهبت لقضاء الحاجة، فلما عادت فقدت عقدها، فرجعت تبحث عنه، فجاء الذين يحملون هودجها، فحملوه ووضعوه على ظهر الناقة وهم يظنون أن عائشة فيه، وكانت جارية حديثة السن لم تثقل، وسار الجيش ..
وجدت عائشة العقد وعادت فلم تر للجيش أثراً، فمكثت في مكانها، وهي تظن أنهم سيفقدونها ثم يعودون إليها، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يضع في مؤخرة الجيش رجلاً يكون عيناً وحافظاً، وكان صفوان بن المعطل، فجاء فرأى عائشة رضي الله عنها فاسترجع، ثم أرخى لها الدابة، وما كلمها، فركبت، وسار بها، حتى دخل المدينة ظهراً، على مرأى من الناس ..
فوقع بعض الناس فيهما بالإفك، وكان الذي تولى كبره المنافق عبد الله بن أبي بن سلول، وهلك من هلك، وتناولوا عائشة بما هي بريئة منه، ومكثوا على هذا شهراً، لا ينزل الوحي ..
ولنا أن نتصور كيف يكون حال النبي صلى الله عليه وسلم وعائشة في هذه المدة ..
لقد كانت مأساة كبرى، حيث لم يكن المنافق ابن سلول وحده الخائض في هذا الإفك، بل بعض الصحابة أيضاً كحسان بن ثابت ومسطح بن أثاثة وحمنة بن جحش ..
لقد بلغ بالنبي صلى الله عليه وسلم أن صار يستشير أصحابه في فراق أهله، وأسامة بن زيد يقول:
" يا رسول الله أهلك، وما نعلم إلا خيراً ".
وأما علي فيقول: " يا رسول الله لم يضيق الله عليك، والنساء سواها كثير ".
وعائشة تبكي الأيام لا يرقأ لها دمع، ولا تكتحل بنوم، ويقوم رسول الله صلى الله عليه وسلم في الناس مستعذراً يقول:
" من يعذرني من رجل قد بلغني أذاه في أهل بيتي؟ فوالله ما علمت على أهلي إلا خيراً، ولقد ذكروا رجلاً ما علمت عليه إلا خيراً ".
حتى إذا طال البلاء قال لعائشة:
" يا عائشة فإنه بلغني عنك كذا وكذا، فإن كنت بريئة فسيبرؤك الله، وإن كنت ألممت بذنب فاستغفري الله وتوبي إليه، فإن العبد إذا اعترف بذنبه ثم تاب إلى الله، تاب الله عليه ".
فأجابت:
" إني والله لقد علمت، لقد سمعتم هذا الحديث، حتى استقر في أنفسكم وصدقتم به، فلئن قلت لكم إني بريئة ـ والله يعلم أني بريئة ـ لا تصدقوني بذلك، ولئن اعترفت لكم بأمر ـ والله يعلم أني منه بريئة ـ لتصدقني، والله ما أجد لكم مثلاً إلا قول أبي يوسف، قال: { فصبر جميل، والله المستعان على ما تصفون } ".
فأنزل الله تعالى براءة عائشة رضي الله عنها من الإفك:
{ إن الذين جاءوا بالإفك عصبة منكم لا تحسبوه شرا لكم بل هو خير لكم لكل امريء منهم ما اكتسب من الإثم والذي تولى كبره منهم له عذاب عظيم }.
لقد كانت حادثة الإفك درساً كبيراً لكل من يقدم سوء الظن على حسن الظن.
القلوب لا يعلم ما فيها إلا رب العباد، قد يبدو للإنسان شئ فيحمله على وجه سيء، ويكون الحق في الوجه الآخر، والأمر لا يقتصر على الأعراض، بل في كل شئ، يجب على الإنسان أن يقدم حسن الظن، ولا يقدم سوء الظن، ولا يحكم على شئ إلا إذا تأكد من الأمر مائة بالمائة، أي يكون يقيناً تاماً.
أما لو طرأ نوع احتمال للبراءة من التهمة، ولو واحد في المائة، فينبغي التوقف، وتقديم هذا الاحتمال الضعيف 1% على الاحتمال القوي 99%
هذا واجب شرعي، وعليه تقوم أحكام كثيرة.
فمثلاً لو جاء أربعة يشهدون على فلان بالزنا، يستمع إلى شهادتهم، فإن اتفقت شهادة ثلاثة، واختلفت شهادة الرابع، جلدوا جميعاً حد القذف ..
انظر إلى حرص الشارع البالغ على تقديم حسن الظن على سوء الظن، ولذا جاء في الأثر:
( ادرؤوا الحدود بالشبهات)، فالشبهات تدرأ الحدود وتعطلها.
ولو رأى إنسان آخر يسجد لصنم أو يذبح عند قبر أو يطوف به، ما جاز له أن يكفره، على الرغم من أن الفعل كفر لا شك .. لماذا؟
لأنه ربما كان معذوراً بجهالة أو غفلة أو مكره على ذلك، ففرق بين كون الفعل كفراً والفاعل كافراً، فالفعل كفر نعم، لكن فاعله لا يكفر حتى تثبت في حقه الشروط وتنتفي الموانع، أي تقام عليه الحجة الواضحة، بحيث لا يؤاخذ إلا بجريرة واضحة ثابتة يقيناً، لا يؤاخذ بالظنة.
* وفي ذلك بيان وتنبيه إلى أنه يجب كذلك علينا في حياتنا أن نقدم حسن الظن على سوء الظن مهما بلغت بنا الشكوك، فأحوال العباد وما في قلوبهم والظروف التي تحيط بهم لا يعلمها إلا الله تعالى.
فالتسرع بالحكم عليهم يفضي إلى:
بلايا ومصائب يكون فيها:
خراب النفوس والبيوت والسمعة والعرض ..
وإذا كانت عائشة قد نزل فيها قرآن يبرؤها، فغيرها لا يمكن أن يحظى بمثل هذا الشرف ..
ولقد جاءت الآيات في حادثة الإفك محذرة من هذا الذنب العظيم المفسد للقلوب والصلات المشوه للسمعة، قال تعالى:
{ ولولا فضل الله عليكم ورحمته في الدنيا والآخرة لمسكم فيما أفضتم فيه عذاب عظيم * إذ تلقونه بألسنتكم وتقولون بأفواهكم ما ليس لكم به علم، وتحسبونه هينا وهو عند الله عظيم * ولولا إذ سمعتموه قلتم ما يكون لنا أن نتكلم بهذا سبحانك هذا بهتان عظيم * يعظكم الله أن تعودوا لمثله أبدا إن كنتم مؤمنين }.
إن المؤمن يطلب المعاذير وإن المنافق يطلب الزلات
وقد قيل: التمس لأخيك ولو سبعين عذراً ..
إن اللواسن تبدي بوادرها -- عكس الذي حل في القلب
قال أحدهم:
فإما أن تكون أخي بصدق .. فأعرف منك غثي من سميني
أو فاطرحني واتخذني عدواً .. أتقيك وتتقيني
فلأن يترك الإنسان من يشك فيه .. خيرٌ من أن يظن به سوءاً، أو يحيك له أمراً نتيجة الظن السيء
وروى ابن أبي شيبة في المصنف والبيهقي في الشعب وصححه الألباني في السلسلة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نظر إلى الكعبة فقال:
" ما أعظم حرمتك وما أعظم حقك،
والمسلم أعظم حرمة منك، حرم الله ماله وحرم دمه وحرم عرضه وأذاه وأن يظن به ظن سوء ".
وجاء في وصية علي للحسن رضي الله عنهما كما في كنز العمال قال:
ولا يغلبن عليك سوء الظن فإنه لن يدع بينك وبين خليلك ملجأ
كُنّا رِفَاقاً عَلَى عِلمٍ فَفَرّقَنَا حُبّ الظُّهُورِ وَسُوءُ الظن وَالجَدَل
أستودع الله أموري كلها ... إن لم يكن ربي لها فمن لها
منقووول
| |
|
شــ ميلـك ــك نـبــ نــواعــم ــض
عدد المساهمات : 359 تاريخ التسجيل : 26/10/2008 العمر : 43
| |
توته3 مبدعة ومتميزة
عدد المساهمات : 81 تاريخ التسجيل : 06/06/2009
| موضوع: رد: ألا ما أقبح سوء الظن السبت يونيو 06, 2009 8:51 pm | |
| جزاكي الله خير صحيح ان بعض الضن اثم ياليت اننا نحسن الضن دايم ببعضنا ومانتعامل الامع الضالهر كان عشنا بخير | |
|